الخميس، 8 يوليو 2010

الى السيد وزير الرياضة جاسم محمد : كبر المشروع وصغر اللوحة !


هذه العبارة على وزن: كبر (كرصة) الخبز وصغر صورتي. المشهورة للزعيم الراحل عبد الكريم قاسم حين ذهب بنفسه مترجلا من سيارة كاز العسكرية لشراء الخبز وعندما لاحظ صغر رغيف الخبز وكبر صورته في حيطان المخبز فقال لصاحب المخبز هذه المقولة الشهيرة.

في وسط مدينة طوزخورماتوا القديمة وامام مقر الحزب الشيوعي بالتحديد وقرب بيت المرحوم على بوياغجي كانت هناك حديقة قديمة متروكة الا انها كانت ملاذا للعب الاطفال بالاضافة لاحتوائها على عدة اشجار تطيب الجو ولو قليلا وماوى للطيور.فرأتها عينا وزير الشباب فحول الحديقة الى قاعة رياضة مغلقة والهدف معروف لانها جاءت قبل انتخابات المحافظات بقليل واللوحة التي تشير الى المشروع كبيرة جدا اكبر من المشروع نفسها واسم وزير الرياضة في اللوحة بالاضافة الى اسم رئيس الوزراء نوري المالكي ولي نعمة الوزير.

وكان من المفترض ان تترك تلك الارض وتبنى القاعة في مكان آخر لان تلك المنطقة قديمة جدا وبيوتها لا تحتوي على حدائق وفي كل بيت تعيش كثير من العوائل الفقيرة والمهجرة من القرى القريبة هربا من ارهاب التكفيريين فتحوي المحلة على الكثير من الاطفال وكان ملاذهم ومكان لعبهم تلك الحديقة المهجورة ,فبدلا ان تصلح تلك الحديقة للاطفال حوله الوزير الى قاعة كونكريتية فحرم اطفال تلك المنطقة المكتظة بالسكان من مكان تجمعهم ولعبهم الوحيد وبالعكس كانت تلك المنطقة بحاجة ماسة الى اماكن مفتوحة في الطبيعة لاستنشاق الهواء وجلوس العوائل وخصوصا كبار السن بل كان الاولى للوزير ان يضغط على بلدية طوز الذي هو منها ان يجبر الدكاكين والمحلات القريبة من تلك الحديقة ان ينقلوا نفايات الحديد (السكراب) من الشارع العام ومن الارصفة والتي اصبحت لتلك النفايات اكثر من عقدين على تلك الشاكلة والتخلص من الكلاب والحمير السائب في اطراف تلك الحديقة بدلا من القضاء عليها لكتابة لوحة عملاقة اكبر من المشروع بعدة مرات.

ان العراق بحاجة الى مراعاة البيئة والجو النظيف وبالخصوص اننا نواجه تحولات بيئية فالتشجير اولى من القاعات فهل فكر الوزير بالاطفال وبالبيئة ومأوى الطيور ام انه فكر بكبر لوحة التي تشير الى تلك المشروع وزاويته لكي ترى من جميع الزوايا!!!؟

ثم ان جميع الناس ليسوا ببسطاء كما يظن الوزير فالقضية ليست في كبر لوحة التي تشير الى المشروع , فهو انفق 20 مليون دينار في توزيع بطاقات شحن الموبايل لينتخبه اهالي طوز لعضوية البرلمان وكانت النتيجة خالي اليدين الى ان عينه نوري المالكي عضوا في البرلمان العراقي بالمقاعد التعويضية (وهي حيلة قانونية ابتكرها السياسيين العراقيين ).

فيا سيد الوزير كبر المشروع بانشائه في مكان آخر ودع الاطفال يلعبون وصغر اللوحة التي تحوي اسمكم.